الوضع المظلم
الجمعة ١٧ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • أسوشيتد برس: رئيسة "الصحة العالمية" في سوريا متهمة بالفساد والاحتيال

أسوشيتد برس: رئيسة
منظمة الصحة العالمية

اتهم موظفو مكتب منظمة الصحة العالمية في سوريا، مديرة المكتب بسوء إدارة ملايين الدولارات من أموال المنظمة، وتقديم الهدايا إلى مسؤولين حكوميين، شملت كمبوترات وعملات ذهبية وسيارات، ووعدم التعامل بمهنية  خلال تفشي كورونا في البلاد،

وبحسب تحقيق نشرته وكالة "أسوشيتد برس"، تظهر أكثر من 100 وثيقة ورسائل ومواد أخرى سرية حصلت عليها الوكالة بأن مسؤولي منظمة الصحة العالمية أخبروا المحققين أن ممثلة المنظمة في سوريا، الدكتورة أكجمال مختوموفا، ارتكبت مخالفات جسيمة، وضغطت على موظفيها لتوقيع اتفاقات مع سياسيين بارزين في الحكومة السورية وأساءت إنفاق أموال المنظمة والجهات المانحة.

ورفضت مختوموفا، وهي طبيبة ومواطنة من تركمانستان، الرد على الأسئلة المتعلقة بالادعاءات، "نظرا لكونها موظفة في منظمة الصحة العالمية". ووصفت الاتهامات بأنها "تشهيرية".

وكانت الشكاوى التي تلقتها المنظمة من عشرات الموظفين سببا في فتح واحد من أكبر التحقيقات الداخلية لمنظمة الصحة العالمية منذ سنوات، والتي شارك فيها في بعض الأحيان أكثر من 20 محققا.

إلى ذلك، أكدت منظمة الصحة العالمية في بيان أن التحقيقات لا تزال جارية، ووصفتها بأنها "طويلة ومعقدة"، رافضةً التعليق على مخالفات مختوموفا، متذرعة بقضايا السرية وحماية الموظفين.

اقرأ أيضاً: الصحة العالمية تبعث إمدادات طبية إلى سوريا.. لمواجهة الكوليرا

ووفقا للوثائق فقد بلغت ميزانية مكتب منظمة الصحة العالمية في سوريا حوالي 115 مليون دولار العام الماضي لمواجهة الأوضاع الصحية في بلد تمزقه الحرب، ويعيش قرابة 90 في المئة من سكانه في فقر مدقع، ويحتاج أكثر من نصفهم إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

وقضى محققو منظمة الصحة العالمية الأشهر الماضية للتحقيق في المخالفات، بما في ذلك الحفل الذي أقامته مختوموفا للإشادة بإنجازاتها الخاصة على نفقة وكالة الأمم المتحدة، وتقديمها خدمات "لكبار السياسيين في سوريا، بالإضافة إلى عقد اجتماعات سرية مع الجيش الروسي، في انتهاك لحيادية منظمة الصحة العالمية كمنظمة تابعة للأمم المتحدة".

وفي إحدى الوثائق التي أرسلت إلى المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مايو الماضي، قال موظف مقيم في سوريا إن مختوموفا قامت بتعيين أقارب مسؤولين حكوميين غير أكفاء، بينهم بعض المتهمين بارتكاب "انتهاكات حقوقية لا حصر لها".

وفي مايو الماضي، أصدر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق البحر الأبيض المتوسط قرارا بتعيين قائم بأعمال المنظمة في سوريا ليحل محل مختوموفا، بعد إعفائها من منصبها، لكنها لا تزال مدرجة كممثلة للوكالة في سوريا في دليل موظفيها.

وذكر العديد من موظفي المنظمة في سوريا لمحققي الوكالة أن مختوموفا فشلت في إدراك مدى خطورة الجائحة في سوريا وعرضت حياة الملايين للخطر.

وشكا ما لا يقل عن خمسة من موظفي المنظمة للمحققين من انتهاك مختوموفا قواعد مكافحة كورونا الخاصة بمنظمة الصحة العالمية. وقالوا إنها لم تشجع العمل عبر الإنترنت، وحضرت إلى المكتب بعد إصابتها بكوفيد وعقدت اجتماعات بدون كمامة، واتهمها أربعة بنقل العدوى لآخرين.

وفي ديسمبر 2020، خلال السنة الأولى للجائحة، أصدرت مختوموفا تعليمات لموظفي مكتب سوريا لتعلم رقصة فلاش موب التي تم الترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي لحدث الأمم المتحدة في نهاية العام.

وحينها طلب رفيق الحبال، موظف الاتصالات في منظمة الصحة العالمية، في رسالة بريد إلكتروني من جميع موظفي المكتب في سوريا: "برجاء الاستماع إلى الأغنية، والتدرب على الخطوات، والتقاط مقاطع لكم وأنتم ترقصون على أنغام الموسيقى لتكونوا جزءا من فيديو رقصة الفلاش موب العالمية". وأرسلت مختوموفا رابطا إلى أحد مواقع اليوتيوب، والذي وصفته بأنه "أفضل برنامج تعليمي".

وتُظهر مقاطع مصورة متعددة موظفين، بعضهم يرتدي سترات أو معاطف منظمة الصحة العالمية، ويؤدون رقصة "تحدي الجيروساليما" في المكاتب والمستودعات المجهزة بالإمدادات الطبية، في وقت وجه فيه كبار المسؤولين في منظمة الصحة العالمية في جنيف الدول بانتهاج العمل عبر الإنترنت وتعليق جميع التجمعات غير الضرورية.

وتثير الوثائق الداخلية ورسائل البريد الإلكتروني والرسائل أيضاً مخاوف جدية بشأن استخدام أموال منظمة الصحة العالمية تحت قيادة مختوموفا، حيث يزعم الموظفون أنها أساءت إنفاق أموال المانحين المحدودة التي تهدف إلى مساعدة أكثر من 12 مليون سوري يعيشون أوضاعا بالغة الصعوبة وفي حاجة ماسة إلى المساعدات الصحية.

ومن بين الحوادث التي يجري التحقيق فيها حفل نظمته مختوموفا في مايو الماضي، عندما حصلت على جائزة من جامعة تافتس، جامعتها الأم. وأقيم الحفل في فندق فورسيزونز بدمشق، وتضمنت قائمة الضيوف حوالي 50 ضيفا، في الوقت الذي لم يتجاوز فيه عدد المواطنين السوريين الحاصلين على جرعة واحدة من لقاح مضاد لكورونا 1 في المئة.

كما أثار مسؤولون آخرون في منظمة الصحة العالمية مخاوف بشأن إدارة مختوموفا لأموال المنظمة، قائلين إنها متورطة في العديد من العقود المثيرة للريبة، بما في ذلك اتفاق النقل الذي منحت بموجبه عدة ملايين من الدولارات لمورد تربطها به علاقات شخصية.

وفي سياق متصل، شكا ما لا يقل عن خمسة موظفين على الأقل من استخدام مختوموفا أموال منظمة الصحة العالمية لشراء هدايا لوزارة الصحة وغيرها، بينها "خوادم وأجهزة كمبيوتر محمولة متطورة" وعملات ذهبية وسيارات. 

وقال العديد من موظفي مكتب المنظمة في سوريا إنهم تعرضوا لضغوط لإبرام اتفاق بشأن الإمدادات الأساسية مثل الوقود مع كبار أعضاء الحكومة السورية.

وأكد خافيير غوزمان، مدير الصحة العالمية في مركز التنمية العالمية بواشنطن، إلى أن التهم الأخيرة المتعلقة بمختوموفا من منظمة الصحة العالمية "تثير قلقا بالغا" ولا يتوقع أن تكون استثناء.

وأوضح غوزمان: "من الواضح أن هذه مشكلة منهجية. هذه الادعاءات لا تحدث فقط في أحد مكاتب منظمة الصحة العالمية ولكن في مناطق متعددة".

ليفانت نيوز_ "أسوشيتد برس"

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!